7 نصائح لحماية البصر
يُعتبر البصر من أعظم نعم الله على الإنسان، إذ يمثل نافذةً لعيش تجربة الحياة واكتشاف العالم من حولنا. ومع تزايد الاعتماد على الأجهزة الرقمية وزيادة التلوث البيئي، أصبحت صحة العين مهددة أكثر من أي وقت مضى. لذلك، من المهم أن نولي اهتمامًا خاصًا بصحة عيوننا من أجل الحفاظ على قدرتنا على الرؤية بوضوح وبصحة جيدة.
تقدم هذه المقالة سبع نصائح فعّالة لحماية البصر والمحافظة عليه لأطول فترة ممكنة. من خلال هذه النصائح، يمكن تقليل المخاطر التي تهدد صحة العين، وبالتالي تحسين نوعية الحياة اليومية.
1. اتباع نظام غذائي متوازن
الغذاء المتوازن هو الأساس في الحفاظ على صحة العين. العناصر الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات تلعب دورًا مهمًا في حماية البصر. الفيتامينات مثل فيتامين (A)، (C)، و (E)، بالإضافة إلى المعادن مثل الزنك والسيلينيوم، تساهم في تقوية العينين وحمايتهما من التلف.
الأطعمة الغنية باللوتين والزياكسانثين، مثل السبانخ والكرنب والبيض، تعتبر من الأغذية الضرورية للحفاظ على صحة الشبكية. كما أن تناول الأسماك الزيتية مثل السلمون والتونة، الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3، يعزز صحة الأوعية الدموية في العين ويمنع جفاف العين.
من المهم أيضًا الإكثار من تناول الفواكه والخضروات الملونة مثل الجزر والفلفل الأحمر، لأنها تحتوي على البيتا كاروتين الذي يساهم في تحسين الرؤية الليلية وحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
2. الابتعاد عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية
الأشعة فوق البنفسجية (UV) من الشمس يمكن أن تكون مضرّة للعين على المدى الطويل، إذ يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمشاكل مثل إعتام عدسة العين (الكتاراكت) أو التنكس البقعي. لحماية العين من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، يُنصح بارتداء نظارات شمسية ذات حماية من الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100%.
من الأفضل أن تختار نظارات شمسية تعكس الضوء بشكل جيد وتغطي العين بشكل كامل لحمايتها من الأشعة الضارة. كما أن ارتداء قبعة ذات حواف واسعة يمكن أن يساعد في حجب بعض الأشعة القادمة من الزوايا التي لا تغطيها النظارات.
3. إعطاء العين قسطاً من الراحة
يُعد التحديق المستمر في الشاشات، سواء كانت على الهواتف الذكية أو الكمبيوتر أو التلفزيون، أحد الأسباب الرئيسية للإجهاد البصري. يعرف هذا بحالة إجهاد العين الرقمي أو “متلازمة رؤية الكمبيوتر”. لتقليل الإجهاد على العين، يجب اتباع قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة من العمل على شاشة، يجب النظر إلى شيء بعيد على بعد 20 قدمًا (حوالي 6 أمتار) لمدة 20 ثانية على الأقل.
كما يُنصح بتقليل سطوع الشاشة وتعديل الإضاءة المحيطة لتقليل التوهج. يجب أيضًا أن تكون المسافة بين العين والشاشة حوالي 50-70 سنتيمترًا، مع التأكد من أن الشاشة على مستوى العين أو أقل قليلاً.
4. ممارسة تمارين العين
من الطرق الفعّالة لتخفيف إجهاد العين وحمايتها من التلف ممارسة تمارين العين بانتظام. تساعد هذه التمارين على تحسين الدورة الدموية داخل العين وتخفيف الضغط على العضلات المحيطة بها. إحدى التمارين البسيطة هي التبديل بين التركيز على شيء قريب وآخر بعيد. يمكنك أيضًا التدرب على تحريك عينيك في اتجاهات مختلفة (أعلى، أسفل، يمين، يسار) ببطء.
تمرين آخر يمكن ممارسته هو إغلاق العينين لفترة قصيرة ثم فتحهما بحركات بطيئة ومريحة. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الجفاف ويُسهم في الاسترخاء.
5. الابتعاد عن التدخين
التدخين ليس فقط ضارًا بالجهاز التنفسي والقلب، بل له أيضًا تأثيرات سلبية على العينين. تشير الدراسات إلى أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالعديد من أمراض العين مثل إعتام عدسة العين (الكتاراكت)، والتنكس البقعي المرتبط بالعمر، والضمور البقعي.
يؤدي التدخين إلى تقليل تدفق الدم إلى العين مما يقلل من قدرة الأنسجة على تجديد نفسها. كما أن المواد الكيميائية الضارة الموجودة في التبغ يمكن أن تضر بالشبكية وتؤدي إلى تدهور صحة البصر على المدى الطويل.
6. الحفاظ على مستوى سكر الدم وضغط الدم
هناك العديد من الحالات الصحية التي تؤثر على العين، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري معرضون بشكل خاص للإصابة باعتلال الشبكية السكري، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر. يمكن السيطرة على هذه الحالة من خلال الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية في العين مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل اعتلال الشبكية المرتبط بارتفاع ضغط الدم. لذلك، يجب مراقبة ضغط الدم بشكل دوري والالتزام بالعلاج المناسب إذا لزم الأمر.
7. إجراء فحوصات العين الدورية
إجراء فحوصات العين المنتظمة هو أحد أهم خطوات الحفاظ على البصر. العديد من مشاكل العين، مثل الزرق (الجلوكوما) والتنكس البقعي، لا تظهر أعراضها في مراحلها المبكرة. من خلال الفحص الدوري، يمكن اكتشاف هذه الحالات في وقت مبكر ومعالجتها قبل أن تؤدي إلى فقدان دائم للبصر.
توصي الأكاديميات الطبية بإجراء فحص للعيون كل عامين للبالغين الأصحاء. ومع تقدم العمر أو وجود تاريخ عائلي للأمراض البصرية، يُفضل إجراء فحوصات أكثر تكرارًا. يتم فحص العين للكشف عن أي تغييرات في الصحة البصرية، مثل تغييرات في ضغط العين أو وجود مشكلات في الأوعية الدموية أو الأنسجة.
باتباع هذه النصائح السبع البسيطة والفعّالة، يمكن للمرء حماية بصره من العديد من المخاطر المرتبطة بالشيخوخة أو العوامل البيئية، وكذلك تحسين نوعية حياته اليومية. الحفاظ على العين يتطلب الالتزام بالعناية المتكاملة التي تشمل النظام الغذائي السليم، حماية العين من الأشعة الضارة، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الفحص الطبي المنتظم.
